ولقد صرفنا فی هذا القرآن للناس من کل مثل ۚ وکان الإنسان أکثر شیء جدلا ﴿٥٤﴾ وما منع الناس أن یؤمنوا إذ جاءهم الهدى ویستغفروا ربهم إلا أن تأتیهم سنة الأولین أو یأتیهم العذاب قبلا ﴿٥٥﴾ وما نرسل المرسلین إلا مبشرین ومنذرین ۚ ویجادل الذین کفروا بالباطل لیدحضوا به الحق ۖ واتخذوا آیاتی وما أنذروا هزوا ﴿٥٦﴾ ومن أظلم ممن ذکر بآیات ربه فأعرض عنها ونسی ما قدمت یداه ۚ إنا جعلنا على قلوبهم أکنة أن یفقهوه وفی آذانهم وقرا ۖ وإن تدعهم إلى الهدى فلن یهتدوا إذا أبدا ﴿٥٧﴾ وربک الغفور ذو الرحمة ۖ لو یؤاخذهم بما کسبوا لعجل لهم العذاب ۚ بل لهم موعد لن یجدوا من دونه موئلا ﴿٥٨﴾ وتلک القرى أهلکناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلکهم موعدا ﴿٥٩﴾ وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرین أو أمضی حقبا ﴿٦٠﴾ فلما بلغا مجمع بینهما نسیا حوتهما فاتخذ سبیله فی البحر سربا ﴿٦١﴾
فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقینا من سفرنا هذا نصبا ﴿٦٢﴾ قال أرأیت إذ أوینا إلى الصخرة فإنی نسیت الحوت وما أنسانیه إلا الشیطان أن أذکره ۚ واتخذ سبیله فی البحر عجبا ﴿٦٣﴾ قال ذلک ما کنا نبغ ۚ فارتدا على آثارهما قصصا ﴿٦٤﴾ فوجدا عبدا من عبادنا آتیناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما ﴿٦٥﴾ قال له موسى هل أتبعک على أن تعلمن مما علمت رشدا ﴿٦٦﴾ قال إنک لن تستطیع معی صبرا ﴿٦٧﴾ وکیف تصبر على ما لم تحط به خبرا ﴿٦٨﴾ قال ستجدنی إن شاء اللـه صابرا ولا أعصی لک أمرا ﴿٦٩﴾ قال فإن اتبعتنی فلا تسألنی عن شیء حتى أحدث لک منه ذکرا ﴿٧٠﴾ فانطلقا حتى إذا رکبا فی السفینة خرقها ۖ قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شیئا إمرا ﴿٧١﴾ قال ألم أقل إنک لن تستطیع معی صبرا ﴿٧٢﴾ قال لا تؤاخذنی بما نسیت ولا ترهقنی من أمری عسرا ﴿٧٣﴾ فانطلقا حتى إذا لقیا غلاما فقتله قال أقتلت نفسا زکیة بغیر نفس لقد جئت شیئا نکرا ﴿٧٤﴾
قال ألم أقل لک إنک لن تستطیع معی صبرا ﴿٧٥﴾ قال إن سألتک عن شیء بعدها فلا تصاحبنی ۖ قد بلغت من لدنی عذرا ﴿٧٦﴾ فانطلقا حتى إذا أتیا أهل قریة استطعما أهلها فأبوا أن یضیفوهما فوجدا فیها جدارا یرید أن ینقض فأقامه ۖ قال لو شئت لاتخذت علیه أجرا ﴿٧٧﴾ قال هذا فراق بینی وبینک ۚ سأنبئک بتأویل ما لم تستطع علیه صبرا ﴿٧٨﴾ أما السفینة فکانت لمساکین یعملون فی البحر فأردت أن أعیبها وکان وراءهم ملک یأخذ کل سفینة غصبا ﴿٧٩﴾ وأما الغلام فکان أبواه مؤمنین فخشینا أن یرهقهما طغیانا وکفرا ﴿٨٠﴾ فأردنا أن یبدلهما ربهما خیرا منه زکاة وأقرب رحما ﴿٨١﴾ وأما الجدار فکان لغلامین یتیمین فی المدینة وکان تحته کنز لهما وکان أبوهما صالحا فأراد ربک أن یبلغا أشدهما ویستخرجا کنزهما رحمة من ربک ۚ وما فعلته عن أمری ۚ ذلک تأویل ما لم تسطع علیه صبرا ﴿٨٢﴾